’’هنا’’ شرح درس وصية الآباء للمعلمين
لأمير المؤمنين عبد الملك بن مروان
وصايا سَنية لبنيه، قد وقع شيء منها في كتابنا “من روائع وصايا الآباء للأبناء”، فهي به أزكى وأليق، لكن الذي إليه المقصد هنا ذكر وصاته لمعلم ولده…
فقد قال عبد الملك للإمام عامر بن شَرَاحِيلَ الشَّعْبِيِّ حين أخذ بتعليم ولده:
“علِّمْهم الصدقَ كما تعلمهم القرآن.
وجنِّبْهم السَّفِلَةَ[1] فإنهم أسوأ الناس رِعَةً[2] وأقلُّهم أدبًا؛ وجنِّبْهم الحشمَ فإنهم لهم مفسدة.
وأَحْفِ شعورَهم تَغْلُظْ رقابُهم[3]؛ وأَطْعِمْهُمُ اللحمَ يَقْوَوْا [تصحَّ عقولُهم وتشتدَّ قلوبُهم وتصقل رؤوسهم].
وعلمهم الشِّعر يَمْجُدُوا ويَنْجُدوا.
ومُرْهُم أن يستاكوا عَرْضًا[4]، ويَمُصُّوا الماء مَصًّا، ولا يَعُبُّوه عَبًّا[5].
وإذا احتجت إلى أن تتناولهم بأدب فليكن ذلك في ستر لا يعلم به أحد من الغاشية[6] فيهونوا عليهم”.