فى كلام نيوز سبب هزيمة المسلمين في غزوة حنين و متى وقعت الغزوة
متى كانت غزوة حنين ؟ و ما هي تفاصيلها ؟
ما إن فتح الله على يد رسوله الكريم محمد ( صلَّى الله عليه و آله ) مكة ،
و هو بعدُ لم يمكُث فيها إلا خمسة عشر يوماً حتى بلغه أن هوازن
و ثقيف قد جمعت بحُنين جمعاً كثيراً
و رئيسهم مالك بن عوف النصري يريدون مقاتلة المسلمين ،
فعزم النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) على الخروج إليهم ،
فخرج إليهم في يوم الأحد النصف من شهر شوال عام الفتح أي العام الثامن بعد الهجرة .محتويات
لماذا سميت هذه الغزوة بحنين ؟
أما سبب تسمية هذه الغزوة بغزوة حنين فيعود إلى
أن الكثير من الغزوات و الحروب سميت بأسماء الأمكنة و البقاع التي دارت عليها المعارك و الحروب ، و منها هذه الغزوة ،
و حنين وادٍ إلى جنب ذي المجاز ، كما ذكره الطبري دارت عليها رحى الحرب في هذه الغزوة .
استعدّ النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) لهذه الغزوة ،
فأخذ من صفوان بن أمية مائة درع ،
و قال عارية مضمونة ، و خرج في جيش عظيم قوامه اثنا عشر ألفاً
، عشرة آلاف من أصحابه الذين فتح بهم مكة ،
و ألفان من أهل مكة ممن أسلم طوعاً أو كرهاً .
أما بعض المسلمين فقد أخذه العُجب لماّ رأى هذا الجيش العظيم
، فأعجبت المسلمين كثرتهم ، و قال بعضهم : ما نؤتي من قلة ، فكَرِه رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله )
ذلك من قولهم ، و إلى هذا يُشير الله عَزَّ و جَلَّ في قوله
: ﴿ لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ
إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ ﴾
كيف بدأ القتال و كيف انتهى ؟
كانت هوازن قد كَمِنت في الوادي و استقرت فيه قبل طلوع الفجر ،
و استعدت بما لديها من القوة و العتاد لمفاجأة المسلمين و مواجهتهم على حين غفلة و من حيث لا يتوقعون .
أما النبي فقد ركب بغلته البيضاء
التي يقال لها دلدل و استعد لقتال المشركين ،
و انحدر المسلمون نحو وادي حنين ، فخرجت هوازن و ثقيف من مخابئها وأحاطوا بالمسلمين دفعة واحدة
و هم يرمونهم بالسهام ويرشقونهم بالحجارة و يحملون عليهم من جميع الجهات ، فكان يوماً عظيم الخطب
، و انهزم المسلمون عن رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) ، فلم يبق مع الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) إلا نفر من المهاجرين و الأنصار و أهل بيته،
حتى بقي في عشرة من بني هاشم ، و قيل تسعة ، منهم علي بن أبي طالب ، و العباس بن عبد المطلب
و أبدى بعض قريش ـ رغم كونهم في جيش المسلمين ـ
ما كان في نفسه ، فقال أبو سفيان : لا تنتهي والله هزيمتهم دون البحر ، و قال كلدة بن حنبل : اليوم بطل السحر ، و قال شيبة بن عثمان : اليوم أقتل محمداً ، و قصد النبيَ ليقتله
، فأخذ النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) الحربة منه فأشعرها فؤاده
و فرّ المسلمون و ظهرت بوادر الهزيمة ، إلا أن الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) قال للعباس : صِح يا للأنصار ، و صِح يا أهل بيعة الرضوان ، و صِح يا أصحاب سورة البقرة ، يا أصحاب السمرة .
و كان النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) ينادي : ” أين ! أيها الناس هلمّ إليّ أنا رسول الله ، أنا محمد بن عبد الله
و كان ( صلَّى الله عليه و آله ) ينادي المسلمين و يقول
” يا أنصار الله و أنصار رسوله ، أنا عبد الله و رسوله
و هكذا تمكّن الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) من بثّ روح الجهاد في نفوس المسلمين من جديد ، و قد كان أصابهم الخوف و الذعر و أوشكوا على الفرار الكامل
و تسجيل الهزيمة النكراء ، فاجتمع المسلمون ثانية و هجموا هجمة واحدة على المشركين ، ومضى علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام )
إلى صاحب راية هوازن فقتله ، و بعد مقتله كانت الهزيمة للمشركين .