فى كلام نيوز اذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه شرح
التعريف بالشاعر :
السموأل بن غريض بن عادياء بن رفاعة بن الحارث الأزدي شاعر جاهلي عربي ذو بيان وبلاغة ،
كان واحداً من أكثر الشعراء شهرة في وقته
، عاش في النصف الأول من القرن السادس الميلادي
من سكان خيبر (شمال شرق المدينة المنورة) ، ضرب به المثل في الوفاء ، توفي سنة 560 م .
مناسبة النص :
تقدم الشاعر لخطبة إحدى فتيات حيه
(يقال أنها ابنة الملك المنذر عندما فرت من بطش كسرى) ، فردته بحجة ضعف قبيلته وقلة عددها ،
فرد عليها الشاعر بهذه الأبيات مبيناً لها أن مقياس الأفضلية ليس كثرة الرجال
بل جميل الخصال التي يتحلى بها أبناء القبيلة
من قوة وشجاعة وكرم وغيرها من الصفات ،
وقليل من يتصف بهذه الخصال ، فما أروع مَنْ تسامى للعلا بأخلاقه الرفيعة ، وخصاله الحميدة .
الأبيات : ” كن شريفاً وموضعاً للثناء “
1 – إِذا المَرءُ لَم يُدنَس مِنَ اللُؤمِ عِرضـُهُ فَكُلُّ رِداءٍ يَرتَديهِ جَــميلُ
2 – وَإِن هُوَ لَم يَحمِل عَلى النَفسِ ضَيمَها فَلَيسَ إِلى حُسنِ الثَناءِ سَبيلُ
اللغويات :
المرء : الرجل ج الرجال ، والمراد : الإنسان ،
والشاعر هنا يقصد نفسه – يدنس : يلوث ، يلطخ × يطهر ، ينظف ، ينقى – اللؤم : اسم جامع للخصال المذمومة الدناءة
, الخِسَّة , الضِّعَّة × الترفع , الشَرَف , العِزَّة – عِرضه : شرفه ،
ما يفتخر الإنسان به من حسب أو شرف ج أعراض
– رداء: ثوب ج أردية – يرتدي : يلبس × يخلع –
جميل : حسن × قبح ج جُملاء – يحمل : يدفع ، يزيل × يثبت –
النفس : الذات ، الرُّوح ج نفوس، أنفس –
يَحمِل عَلى النَفسِ : يجهدها
، والمراد : يدفع عنها – ضيمها : ظلمها ، إذلالها × عدلها ،
إنصافها ج ضُيُوم – حسن: جمال × قبح ج محاسن – الثناء : المدح × الذم
، الهجاء ، القدح –
سبيل : طريق ج سُبُل ، أسْبلة .
فروق لغوية :
1 – الأبيّ يحمل النفس على ضيمها . أي يبعد ويدفع .
2 – الجمل يحمل أثقالاً . أي يضع ويرفع .
3 – الجندي يحمل على العدو في الحرب . أي يهجم .
4 – ” حَمَلَتِ الْمرأة ” : أي حَبَلَتْ.
5 – ” حَمَلَ العـِلم ” : أي نَقَلَهُ ، رَوَاهُ .
الشـرح :
(1) يبدأ الشاعر بحكمة رائعة تؤكد علي أن الإنسان
إذا حافظ على شرفه من كل ما يدنسه ويعيبه ،
فكل سلوكياته وتصرفاته وأعماله تعتبر جميلة ومقبولة عند الناس ،
(2) وكذلك إن هو لم يدفع عن نفسه الظُّلم أو الإذلال ،
فليس له طريق أو سبيل إلى حسن وجميل الثناء من أحد
، وكان هدفاً للقدح والذم وموضوعاً للعار والشنار.
س1 : أي الصفات يحث الشاعر الإنسان على التخلص منها في البيت الأول ؟
جـ : يحث على التخلص من كل ما يلوث أو يدنس شرف الإنسان .
س2 : كيف يصبح الإنسان محل تقدير وموضع ثناء من وجهة نظر الشاعر ؟
جـ : إذا كان شجاعاً لا يرضى بظلم أو هوان ،
وكان محافظاً على عرضه وشرفه من كل ما قد يلطخه بسوء .
س3 : ما السبيل إلى حسن ثناء الناس ؟
جـ : هو تحمل ضيم النفس ومحاولة دفعه عنها .
التذوق :
(المَرءُ) : مجاز مرسل عن الإنسان علاقته : الجزئية ،
حيث أطلق الجزء (المرء) وأراد الكل (الإنسان) ، وسر جمال المجاز : الدقة والإيجاز ، وجاءت (المرء) معرفة للعموم والشمول .
(اللؤم) : معرفة للتحقير.
(إِذا المَرءُ لَم يُدنَس
مِنَ اللُؤمِ عِرضـُهُ) :
استعارتان مكنيتان في الأولى : تصوير للؤم بقذارة تدنس العرض ، وفي الثانية تصوير للعِرض بثوب أبيض نظيف يدنس ،
وسر الجمال الصورة : التجسيم . وتوحي الصورة بقبح اللؤم والتنفير منه .
(المَرءُ لَم يُدنَس مِنَ اللُؤمِ عِرضـُهُ) :
أسلوب قصر بتقديم الجار والمجرور (من اللؤم) على نائب الفاعل (عرضه) ؛ للتخصيص والتأكيد .