نقدم لكم خطب خطب جمعة جاهزة ومكتوبة عن الخوف من الله 2021 pdf مجانا وعناوين خطب الجمعة على كلام نيوز
خطب جمعة جاهزة ومكتوبة عن الخوف من الله
خطبة الجمعة القادمة
24 سبتمبر2021: خطبة الجمعة القادمة عن المواساة في القرءان الكريم مكتوبة من هنــــــــــــــــا
حق الوطن والمشاركة في بنائه
- 17 سبتمبر2021: خطبة الجمعة القادمة مكتوبة عن حق الوطن والمشاركة في بنائه مكتوبة من هنــــــــــــــــا
قيمة الاحترام واحترام القيم
- 10 سبتمبر2021: خطبة الجمعة القادمة مكتوبة عن قيمة الاحترام واحترام القيم من هنــــــــــا
السلام مع النفس والكون
- 3 سبتمبر2021: خطبة الجمعة القادمة مكتوبة عن السلام مع النفس والكون من هنـــــــــــا
الوفاء وحفظ الجميل
- 27 اغسطس 2021: خطبة الجمعة مكتوبة عن الوفاء وحفظ الجميل من هنـــــــــــا
جبر الخاطر وأثره على الفرد والمجتمع
- 20 اغسطس 2021: خطبة الجمعة عن جبر الخاطر وأثره على الفرد والمجتمع من هنـــــــــــا
التخطيط واعتماد الكفاءات
- 13 اغسطس 2021: التخطيط واعتماد الكفاءات من دروس الهجرة النبوية المشرفة من هنـــــــا
المسجد والسوق والعلاقة بينهما
- 6 اغسطس 2021: خطبة الجمعة عن المسجد والسوق والعلاقة بينهما من هنـــــــــــــــــا
مخاطر استباحة المال العام والحق العام
- 30 يوليو 2021: خطبة الجمعة عن مخاطر استباحة المال العام والحق العام من هنـــــــا
كيف نستمطر الرحمات الربانية
- خطبة جمعة عن كيف نستمطر الرحمات الربانية 4 يونيو 2021 من هنـــــــــــــا
دروس عظيمة من يوم أحد
- خطبة الجمعة موضوعها دروس عظيمة من يوم أحد مكتوبة 28 مايو 2021 من هنــــــــــــــــــا
مفهوم العرض والشرف
- خطبة الجمعة عن مفهوم العرض والشرف مكتوبة 2021 من هنـــــــــــــــا
التفوق العلمي وأثره في تقدم الأمم
- 2 يوليو 2021: خطبة الجمعة عن التفوق العلمي وأثره في تقدم الأمم بتاريخ من هنـــــــــا
الفساد مخاطره وصوره المعاصرة
- خطبة الجمعة مكتوبة عن الفساد مخاطره وصوره المعاصرة 25 يونيو 2021 من هنــــــــــا
الحج في زمن الأوبئة
- خطبة الجمعة مكتوبة عن الحج في زمن الأوبئة 18 يونيو 2021 من هنـــــــــــــــــــا
كفُّ الأذى عن الناس صدقة
- خطبة الجمعة كفُّ الأذى عن الناس صدقة 2021 من هنــــــــــــــــــــا
المفهوم الاوسع للصدقة
- خطبة جمعة مكتوبة 11 يونيو 2021 المفهوم الاوسع للصدقة من هنــــــــــــــا
يوم بدر دروس وعبر
- يوم بدر دروس وعبر خطبة الجمعة مكتوبة 30 ابريل 2021 من هنــــــــــــا
أيام العزة والنصر في الشهر الفضيل
- خطبة الجمعة عن أيام العزة والنصر في الشهر الفضيل بتاريخ 23 ابريل 2021
رمضان شهر القرآن
- خطبة الجمعة رمضان شهر القرآن دعوة للتأمل في عظمة كتاب الله (عز وجل) 16 ابريل 2021 من هنــــــــا
مفهومُ التنمية الشاملة
- مفهومُ التنمية الشاملة خطبة الجمعة القادمة مكتوبة وجاهزة 2 ابريل 2021 من هنــــــــــــــــــــا
مكارم الأخلاق وأثرها في بناء الحضارات
- مكارم الأخلاق وأثرها في بناء الحضارات مكتوبة خطبة الجمعة 26 فبراير من هنـــــــا
تنظيم النسل قضية أخذ بالأسباب الشرعية
- 19 فبراير 2021: تنظيم النسل قضية أخذ بالأسباب الشرعية من هنـــــــــا
الصدق والصادقين
- 12 فبراير 2021: خطبة الجمعة مكتوبة للشيخ خالد بدير حديث القرءان عن الصدق والصادقين من هنا
حديث القرآن عن بُغاة الفتنة والمفسدين في الأرض
- 5 فبراير 2021: حديث القرآن عن بُغاة الفتنة والمفسدين في الأرض من هنا.
تحميل القرءان الكريم كامل
خطبة عن تقوى الله
الحمد لله رب العالمين، أحمده سبحانه حمدا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، وصفيه من خلقه وحبيبه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله جل وعلا، قال الله تعالى يا أيها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوما لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور)
أيها المؤمنون: إن المسلم سهل هين لين قريب من الناس، يألفهم ويألفونه، يحبهم ويحبونه، ومن سعى في تحصيل تلك الصفات حرمه الله عز وجل على النار، قال صلى الله عليه وسلم: ألا أخبركم بمن تحرم عليه النار؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: على كل هين، لين، قريب من الناس، سهل. ومن حُرم حب الناس والتعايش معهم فقد حُرم الخير، قال صلى الله عليه وسلم :« المؤمن يألف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف» ومن أراد التعايش مع الناس فعليه أن يبذل الخير لهم، ويصبر على قصورهم، ويحفظ لسانه عن عيوبهم، ويتغاضى عن زلاتهم، فلا يقدح ولا يعيب، ولا يسب ولا يلعن، فالمؤمن عفيف اللسان، طاهر القلب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان، ولا الفاحش ولا البذيء»
عباد الله:
لما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حقيقة الإيمان فسره بحسن التعامل مع الخلق، فعن عمرو بن عبسة رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله ما الإسلام؟ قال:« طيب الكلام، وإطعام الطعام» قلت: ما الإيمان؟ قال:« الصبر والسماحة» قلت: أى الإسلام أفضل؟ قال:« من سلم المسلمون من لسانه ويده» قلت: أى الإيمان أفضل؟ قال :« خلق حسن» قلت: أى الهجرة أفضل؟ قال:« أن تهجر ما كره ربك عز وجل» فانظروا يا عباد الله إلى الإسلام في أعلى مراتبه، وإلى الإيمان في أبهى صوره، كيف استقرت فيمن أصلح علاقاته مع الله تعالى، وأحسن إلى الناس، فاحرصوا على الود في خطابكم مع الناس، فاختاروا من الكلام ألطفه، ومن القول أعذبه، قال الله تعالى وقولوا للناس حسنا) أي: كلموهم طيبا، ولينوا لهم جانبا.
ومن طلب كمال الإيمان فعليه أن يحب الخير للناس، ويحب لهم ما يحب لنفسه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه»
أيها المؤمنون: إن المسلم إذا تعامل مع الناس فمنطقه الحكمة، وإذا نصح فسبيله الموعظة، وتلك وصية الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم قال سبحانه وتعالى ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين)
والإسلام يأمر ببناء الإنسان، وعمارة الأوطان، وينهى عن التقاتل والتدابر، ولا ينهض بناء ولا يقوم أساس إذا اختلفت القلوب وساءت الظنون، قال صلى الله عليه وسلم:« إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث»
والتعامل مع الناس يقتضي إنصافهم إذا عدلوا، والثناء عليهم إذا أحسنوا، قال تعالى يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون) وقد علمنا ديننا الحنيف في خطابنا مع من يخالفنا في الرأي أن نقدر له رأيه، ونحفظ له حقه، قال تعالى ولا تبخسوا الناس أشياءهم)
فاللهم امنن علينا بحسن الإيمان، وحقق لنا ما ترضاه من جميل الأخلاق والإحسان، وارزقنا أعمالا زكية ترضى به عنا، ووفقنا جميعا لطاعتك وطاعة رسولك محمد صلى الله عليه وسلم وطاعة من أمرتنا بطاعته, عملا بقولك يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)
نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الجزء الثاني من الخطبة:
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى أصحابه أجمعين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فاتقوا الله عباد الله حق التقوى، وراقبوه في السر والنجوى، واعلموا أن هذه هي مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف الذي جاء به رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين، حيث قال الله سبحانه وتعالى وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) فكان صلى الله عليه وسلم رحمة في نفسه، وفي أخلاقه، وفي تعامله مع جميع الخلق، من آمن به ومن خالفه، ولما قيل له : يا رسول الله ادع على المشركين. قال :« إني لم أبعث لعانا، وإنما بعثت رحمة» أي إنما بعثت لأقرب الناس إلى الله وإلى رحمته، وما بعثت لأبعدهم عنها. وهكذا ينبغي أن يكون المسلم رحيما بالخلق، محبا لهم، ساعيا في قضاء حوائجهم، ينشر الخير والمودة والألفة في مجتمعه، ويعمل على رفعة وطنه وعزته.
هذا وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه، قال تعالىإن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا» وقال صلى الله عليه وسلم :« لا يرد القضاء إلا الدعاء».
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة الأكرمين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
اللهم لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا دينا إلا قضيته، ولا مريضا إلا شفيته، ولا ميتا إلا رحمته، ولا حاجة إلا قضيتها ويسرتها يا رب العالمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.
اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، اللهم إنا نسألك الجنة لنا ولوالدينا، ولمن له حق علينا، وللمسلمين أجمعين.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، وأدخل اللهم في عفوك وغفرانك ورحمتك آباءنا وأمهاتنا وجميع أرحامنا ومن له حق علينا.
اذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم ( وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون).
خطبة عن الاخلاص
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون:
يقول الله تعالى في محكم آياته: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ) البينة 5.
وروى ابن ماجة في سننه (عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم « مَنْ فَارَقَ الدُّنْيَا عَلَى الإِخْلاَصِ لِلَّهِ وَحْدَهُ وَعِبَادَتِهِ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ مَاتَ وَاللَّهُ عَنْهُ رَاضٍ ».
إخوة الإسلام:
الإخلاص خلق كريم ، وصفة من صفات المؤمنين، ومنزلة من منازل المقربين ، وهو لب العبادة وروحها ، وهو حقيقة الدين ، ومفتاح دعوة الرسل عليهم السلام
ومكانة الاخلاص من الأعمال بمنزلة الروح من الجسد ، فهو أساس قبول الأعمال وردها ، فهو الذي يؤدي إلى الفوز أو الخسران، وهو الطريق إلى الجنة أو إلى النار، فإن الإخلال به يؤدي إلى النار ، وتحقيقه يؤدي إلى الجنة.
وفي معنى الاخلاص قالوا : أن تكون حركات المسلم وسكناته في سرًه وعلانيته لله تعالى وحده، لا يخالطه فيها شيء .
وقال آخر : الإخلاص: هو إفراد الله تعالى بالقصد، وهو أن يريد بطاعته التقرب إلى الله تعالى دون شيء آخر، من تصنع لمخلوق، أو اكتساب محمدة عند الناس، أو محبة مدح من الخلق أو معنى آخر سوى التقرب إلى الله تعالى.
وقال آخر : الاخلاص : نسيان رؤية الخلق بدوام النظر الى الخالق
وللإخلاص علامات وشواهد ودلائل
فمن أهم علامات الإخلاص:
– استواء المدح والذم من العامة، فالمسلم المخلص بعد قيامه بالعمل تجد أن مدح الناس له وذمهم إياه سواء، لأنه ينتظر الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى، الذي ابتغى بوجهه الكريم هذا العمل ،قال الله تعالى على لسان المخلصين:
[ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً ) الانسان 9،
وقال ابنُ القيّم رحمه الله: «لا يجتمع الإخلاصُ في القلب ومحبةُ المدح والثناءِ والطَّمَعُ فيما عند النَّاس إلاَّ كَمَا يجتمِعُ الماءُ والنَّارُ،
ومن علامات الاخلاص : ابتغاء ثواب العمل في الآخرة: فيريد المرء بهذا العمل، التقرب إلى الله تعالى، والفوز برضا الله تعالى عليه، ودخول الجنة بإذن الله تعالى، وَمنّه، وفضله ،قال تعالى : (إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً ) الانسان 10،
فالمرء مجازى على ما نواه وما أكنه في صدره، والله سبحانه وتعالى مُطَّلع على ما يخفيه العباد،وما يظهرونه ، قال الله تعالى:
(أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (9) وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ (10) إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ) (9) :(11) العاديات
وفي صحيح مسلم (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ اللَّهَ لاَ يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ ».
ثمرات الاخلاص
وللاخلاص ثمرات وفوائد يجنيها المسلم في دنياه وآخرته ، فمن أهم ثمرات الاخلاص :
أن الإخلاص باب من أبواب كسب الحسنات ، ففي البخاري: (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ
« إِنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِى بِهَا وَجْهَ اللَّهِ إِلاَّ أُجِرْتَ عَلَيْهَا ، حَتَّى مَا تَجْعَلُ فِى فِى امْرَأَتِكَ »
ومن ثمرات الاخلاص : أن الإخلاص ينجي من العذاب العظيم يوم الدين ، كما جاء في صحيح مسلم قوله صلى الله عليه وسلم :« إِنَّ أَوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَيْهِ رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ فَأُتِىَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا قَالَ فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا قَالَ قَاتَلْتُ فِيكَ حَتَّى اسْتُشْهِدْتُ. قَالَ كَذَبْتَ وَلَكِنَّكَ قَاتَلْتَ لأَنْ يُقَالَ جَرِىءٌ. فَقَدْ قِيلَ.ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِىَ فِى النَّارِ ..الحديث)
ومن ثمرات الاخلاص : أن الإخلاص ينجي الإنسان من حرمان الأجر و نقصانه ، ففي مسند أحمد وغيره (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلاً قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ الرَّجُلُ يُرِيدُ الْجِهَادَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ وَهُوَ يَبْتَغِى عَرَضَ الدُّنْيَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ أَجْرَ لَهُ ». فَأَعْظَمَ النَّاسُ ذَلِكَ وَقَالُوا لِلرَّجُلِ عُدْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لَعَلَّهُ لَمْ يَفْهَمْ فَعَادَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ الرَّجُلُ يُرِيدُ الْجِهَادَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ وَهُوَ يَبْتَغِى عَرَضَ الدُّنْيَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ أَجْرَ لَهُ ». ثُمَّ عَادَ الثَّالِثَةَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ أَجْرَ لَهُ ».
ومن ثمرات الاخلاص : أن الإخلاص يعظم العمل الصغير حتى يصبح كالجبل ،
ومن ثمرات الاخلاص : أن الإخلاص يقلب المباحات إلى عبادات وينال بها عالي الدرجات.
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الجزء الثاني: مَعَ الإخْلاصِ وَالمخلصين
الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد أيها المسلمون:
ومن ثمرات الاخلاص : أنه بالإخلاص يؤجر المرء ولو أخطأ كالمجتهد والعالم والفقيه، وهو نوى بالاجتهاد استفراغ الوسع وإصابة الحق لأجل الله، فلو لم يصب فهو مأجور على ذلك..
ومن ثمرات الاخلاص : أن المرء ينجو به من الفتن ، ويجعل له حرزا من الشهوات ومن الوقوع في براثن أهل الفسق والفجور، ولذلك نجى الله يوسف عليه السلام من امرأة العزيز .
ومن ثمرات الاخلاص : أنه بالإخلاص تنصر الأمة : قَالَ نَبِىُّ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّمَا يَنْصُرُ اللَّهُ هَذِهِ الأُمَّةَ بِضَعِيفِهَا بِدَعْوَتِهِمْ وَصَلاَتِهِمْ وَإِخْلاَصِهِمْ » رواه النسائي .
وصلاح الدين الأيوبي عندما كان يتفقد جنوده في إحدى المواقع الحربية،وجد بعضهم يقيم الليل فقال: (من هنا يأتي النصر) ووجد بعضهم نائماً فقال: (من ها هنا نُؤتى).
ومن ثمرات الاخلاص : يشرح صدر صاحبه للإنفاق في سبيل الله : فالمخلص لا يخشى الفقر،ويعلم أن ما عند الله لا ينفد أبداً،لذلك هو ينفق ويبذل في وجوه الخير المختلفة.
الدعاء.
نعمة الابناء ورعايتهم
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يَهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلِل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].أما بعد:فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.عباد الله ، إن من أعظم النِّعم التي ينعم الله بها على عِباده نعمة الأبناء، فهم – إذا صلحوا – عملٌ صالح يستمر للأبوين حتى بعد موتهما، فقد قال النَّبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلَّا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يَدعو له) [1] أخرجه مسلم (1631).، ومع صلاحهم ينال الأبوان برَّهم، وطاعتهم، ونفعهم، وهكذا تكون نِعمة الأولاد تعود على الأبوين بالخير في الدنيا والآخرة، وهم زينة الحياة الدنيا: ﴿ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾ [الكهف: 46]، والأولاد المقصود بهم الأبناء والبنات، والخير في البنات في الشريعة الإسلامية جاء التأكيد عليه؛ لما كان من كراهية أهل الجاهلية للبنات.والأولاد مع ما فيهم من فضل وخير، ومع كونهم نِعمة، فهم أمانة يجب تأديتها كما يحبُّ الله جل في علاه، وهو القائل: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا) [النساء: 58]، بل إن ذلك من أعظم الأمانات التي تجب على الإنسان، وخيانتها من أعظم الخيانات: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [الأنفال: 27]، هي والله أمانة؛ لأن الأمر من الملك الجبار جاء بوجوب وقاية الأولاد من النار، وأن يبعدهم المسؤول عنهم عن كلِّ طريق يوصل إلى جهنم: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6]؛ “أي: فقِّهوهم، وأدِّبوهم، وادعوهم إلى طاعة الله، وامنعوهم عن استحقاق العقوبة بإرشادهم وتعليمهم.وجاء البيان من رسول ربِّ العالمين بأنَّ المرء يُسأل عن رعيَّته يوم الدين، فبأي شيء يجيب مَن ضيَّع أولاده؟ وبماذا سينطق مَن خان الأمانة؟ يقول عليه الصلاة والسلام: ((كلُّكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته…، والرجل راعٍ في أهله وهو مسؤول عن رعيَّته، والمرأة راعية في بيت زَوجها ومسؤولة عن رعيَّتها) أخرجه البخاري (893)، ومسلم (1829).، فتربية الأولاد ورعايتهم مسؤوليَّة قد يتسبَّب إهمالها وعدم حفظها في مَصير مؤلم ينتظر الوالدين، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما مِن عبد يَسترعيه الله رعيَّةً، يموت يوم يموت وهو غاشٌّ لرعيَّته، إلا حرَّم الله عليه الجنَّة) أخرجه البخاري (7151)، ومسلم (142)فدَور الأبوين مهم جدًّا في تحديد مَسار الأولاد، وكما أنَّهما سبب في صلاحه، فهما سبب رئيس في فساده، وذلك يكون بإهمال مراقبتهم وتفقّد أحوالهم وتيسير سبل التّواصل معهم كي يتعوّدوا على البوح بأسرارهم وإطلاع الوالديْن على ما يختلج في صدورهم.عباد اهم ، إننا لعِلمنا بالمسؤوليَّة الكبيرة الملقاة على عاتقنا من تربية أولادنا وإنشائهم نشأة صالحة لا بدَّ من اتباع خطوات مهمَّة نصَّ عليها القرآن، وتكلَّم بها الرسول الكريم، ومضى عليها في حياته، وفعلها الأنبياء والصالحون.من هذه الخطوات: الدعاء للأولاد بالصَّلاح والهداية والخير، فها هو الخليل إبراهيم عليه السلام يدعو فيقول: ﴿ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ ﴾ [إبراهيم: 35]، وقال أيضًا: ﴿ رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ ﴾ [إبراهيم: 40]، ورفع أكف الضَّراعة إلى ربه قائلًا: ﴿ رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ ﴾ [البقرة: 128]، وها هم عباد الرَّحمن يدْعون بأن يهب الله لهم ما تقر به أعينهم من الذريَّة الصالحة: ﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾ [الفرقان: 74]، وزكريا عليه السلام لا يطلب الذرية فقط؛ بل يطلبها مع كونها طيِّبة صالحة: ﴿ هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ ﴾ [آل عمران: 38]، ودعاء الوالد لولده من الدعاء المستجاب الذي يُرجى أن يتحقَّق بإذن الله عز وجل؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاث دعوات مستجابات لا شكَّ فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة الوالد، ودعوة المسافر) أخرجه أحمد (9840) بلفظه، وأبو داود (1536)والله تعالى الذي خلق الوالدَ وجعل فيه الرحمة على ولده، وحبه لفلاح ولده ونجاحه في الدنيا والآخرة، وشفقته عليه من كل ما يؤذيه – جعل دعوته مستجابةً لولده، والوالدةُ رحمتُها وشفقتها أكبر؛ فهي داخلة في استجابة الدعاء من باب أولى.ففي روايات أخرى: ((… ودعوة الوالد على ولده) أخرجه الترمذي (1905)، وأحمد (8375)؛ لذلك نَهى النبي صلى الله عليه وسلم صراحة عن الدعاء على الأولاد، فقال: ((لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تَدعوا على أموالكم؛ لا توافقوا من الله ساعةً يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم) أخرجه مسلم (3014).ويوجِّه النبي صلى الله عليه وسلم أمَّتَه إلى الدعاء للذريَّة قبل أن تولد؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو أنَّ أحدهم إذا أراد أن يأتي أهله قال: بسم الله، اللهمَّ جنِّبنا الشيطان، وجنِّب الشيطان ما رَزقتنا، فإنه إن يقدر بينهما ولَد في ذلك، لم يضره شيطان أبدًا) أخرجه البخاري (141)، ومسلم (1434) ، وكان يدعو للصبية؛ كما ذكرت ذلك عائشةُ رضي الله عنها إذ قالت: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤتى بالصبيان فيبرِّك عليهم، ويحنِّكهم، وكم حصل من الخير للأولاد الذين فقه آباؤهم وأمَّهاتهم هذا الأمر العجيب الذي هو الدعاء، فكان ذلك سببًا في صلاح دينهم ودنياهم وآخرتهم.
ومن الخطوات التي يحرص عليها في تربية الأولاد: رَحمتهم، وإبداء العطف والحنان تجاههم، وهذا من أهمِّ الأمور التي يحتاجها الأولاد، فعن أبي بريدة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَخطبنا، إذ جاء الحسن والحسين عليهما قَميصان أحمران يَمشيان ويعثران، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنبر فحملهما ووضعهما بين يديه، ثم قال: ((صدَق الله: ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ ﴾ [التغابن: 15]، فنظرتُ إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران، فلم أصبِر حتى قطعتُ حديثي ورفعتهما) أخرجه الترمذي (3774)ويوجز في الصلاة ويختصر رحمةً بصبيٍّ سمعه يبكي، فأوجز لانشغال أمِّه به، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إنِّي لأدخل في الصلاة وأنا أريد إطالتها، فأسمع بكاءَ الصَّبي؛ فأتجوَّز في صلاتي مما أعلم من شدَّة وَجْدِ أمِّه من بكائه) أخرجه البخاري (709).عباد اهمّ، إنّ الشفقة والرّأفة بالأبناء لا تعني أبدا أن نوافق هواهم في كل ما يطلبون، فكم من أب أو أمّ اشتريا لابنهما هاتفا جوّالا من أعلى طراز وفي ظنّهما أنّهما أحسنا صنعا في ذلك، ولكنّهما قد فتحا له بابا من أبواب الضلال وضياع الأوقات وترك الدروس في المدراس والمعاهد، وغير ذلك من سبل الفساد والضياع، والحال أنّه كان يمكن للوالديْن تمكين ولدهما من هاتف زهيد الثمن ولكنّه لا يحتوي على مواصفات قد تؤذيه أو قد تطلعه على عالم من عوالم الفساد.ولا يخفى عليكم عباد اهأذ ما يعيشه عدد كبير من أبنائنا من تشتّت ذهنيّ واتّباع للأهواء والألعاب الإلكترونيّة الخطيرة التي قد تكون سببا في إيذاء الطفل لنفسه أو حتّى في انتحاره كما حدث هنا وهناك، ولا شكّ أنّ أهمّ سبيل من سبل تحصين الأبناء ضدّ موجة الإغواء والإضلال التي يعيشون يتمثّل في توعيتهم وتشجيعهم على إقام الصّلاة في وقتها وحثّهم على حفظ القرآن والعمل به، فالها سبحانه يذكّنا بأنّ خلقنا كان لحكمة جليلة ينبغي الوعي بها، ألم يقل سبحانه:(أفحسبتم أنّا خلقناكم عبثا وأنّكم إلينا لا ترجعون؟)نسأل اهمّ السميع البصير لأبنائنا السّلامة من كل سوء، كما نسأله سبحانه لهم الهداية والتشبّث بالدّين إنّه سميع قريب مجيب ولا حول ولا قوّة إلا باله العليّ العظيم.
بر الوالدين ورحمة المسنين
الحَمْدُ للهِ ربِّ العالمينَ أحمَدُهُ عددَ ما أصبَحَناَ وأمساناَ ، وأرشدَناَ وهدَاناَ ، وأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَه ، الذي أضحَكَناَ وأبكاناَ ، وأماتَناَ وأحياناَ ، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُهُ ورسولُهُ ، صَلى الله وسَلِّمْ عليه وبَاركَ وَعَلَى آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ وأَصْحابِهِ الغُرِّ المَيامِينِ، والتَّابعينَ لَهُمْ بإحسانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.أمَّا بعدُ: فأوصيكُمْ ونفْسِي بتقوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ القائلِ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) أيُّها المسلمونَ :
سنتكلَّمُ اليومَ عنْ رحمةِ المسنينَ ، عن بِرِّ الآباءِ والأمهاتِ والعطفِ على الكبارِ الضعيفين ، عن رحمةِ هؤلاءِ الضعفةِ ، الذينَ اشتعلَ فيهِمُ المشيبَ ، وطوتهم أيامُ العمرِ ، الذينَ تقاربَتْ خُطَاهُم ، ودنَتْ أبصارُهُمْ ، ورافقَهُمُ العَصى ، وآختْهُمُ العلةُ والدواءُ ، أيها المسلمُ الموفقُ : إذا وفقَّكَ اللهُ لبِرِّهِمْ ، والإحسانِ إليهِمْ ، فأبشرْ ، فثَمَّ أمرُ اللهِ سبحانَهُ وتعالى القائلِ ( وقضى ربُّكَ ألاّ تعبدوا إلاّ إيَّاهُ وبالوالدينِ إحساناً إمّا يبلغنَّ عندَكَ الكبرَ أحدُهُما أو كلاهُما فلا تقلْ لهُما أُفٍّ ولا تنهرهُما وقلْ لهما قولاً كريماً * واخفضْ لهما جناحَ الذلِّ من الرحمةِ وقلْ ربِّ ارحمهُماَ كماَ ربَّياَني صغيراً ) قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رضيَ اللهُ عنهُ لِرَجُلٍ وَهُوَ يَعِظُهُ فِي بِرِّ أَبِيهِ : لاَ تَمْشِ أَمَامَ أَبِيكَ ، وَلاَ تَجْلِسْ قَبْلَهُ ، وَلاَ تَدَعُوهُ بِاسْمِهِ – بلْ تنادِيهِ بأحبِّ الأسماءِ إليهِ وأعلمْ أيها المسلمُ المباركُ : أنَّ رضَا الوالدينِ سببٌ لرضَا اللهِ عزَّ وجلَّ وسخطِهِما سببٌ لسخَطِهِ فقدْ قالَ صلى اللهُ عليه وسلمَ ( رِضَا اللَّهِ فِي رِضَا الْوَالِدَيْنِ وَسَخَطُ اللَّهِ فِي سَخَطِ الْوَالِدَيْنِ )أيها المسلمُ الوفيُّ ، أيها الشابُ التقيُّ : أبويكَ ، أمَّك وأباكَ ، بِرُّهُما وأحسنْ إليهِماَ ، قلْ ربِّ ارحمْ هذينِ الأبوينِ الكريمينِ ، كما تَعِبا في تربيَتِي ، قلْ ربِّ ارحمْهُما كماَ سهِراَ لأنامَ ، وجاعاَ لأشبعَ ، وضمئاَ لأروى ، فكمْ بذلوا الجهودَ المضنيةَ ليروا البسمةَ على وجوهِكُم ، ويمسحوا الدمعةَ من عيونِكُم ، كَمْ قَلِقُوا في مرضِكُم وفي سفرِكُم ، كم دَعَوْا لكم في ظهرِ الغيبِ ، كم شَقَوْا لتسعدونَ ، وكم حزنوا لتفرحونَ فـ (هل جزاءُ الإحسانِ إلاّ الإحسانُ ) كلمتُكَ الرقيقةُ ، شكرُكَ وثناؤُكَ وتقديرُكَ واعتزازُكَ بما قدَّماهُ هذانِ الأبوانِ بِرُّ ورحمةٌ ، تصرُّفُكَ الحاني وحنوُّكَ الداني ، معَ هذينِ الوالدينِ شفقةٌ ورحمةٌ ، دعاؤُكَ لهما بالخيرِ وطولِ العُمُرِ والعافيةِ دليلٌ على وفائِكَ ، إستشارتُهُما والأخذُ بنصائِحِهِما وطلبُ رضاهُما دليلٌ على تيمُّنِكَ وتواضُعِكَ ، الإنفاقُ عليهِمَا وإهداءُ ما جادتْ به نفسُكَ ويدُكَ من خيرٍ دليلٌ على كريمِ خصالِكَ ، وطيبِ معدَنِكَ ،
أيها المسلمونَ : حالُ المسنينَ في الغربِ والدُّولِ الكافرةِ التي تدَّعي التقدمَ والرقيَّ ، تؤكدُ أنَّنَا في نعمةٍ عظيمةٍ ، لأ نَّهُم يُحالُونَ إلى دُورِ العجزَةِ والمسنينَ أمَّا في بلادِناَ ومجتمعاتِنَا فإنَّ المسنينَ يتحوَّلُونَ بينَنَا وفي بيوتِنَا إلى شموعٍ مضيئةٍ ، وقناديلَ مؤنسةٍ ، تزدادُ البيوتُ بهِمْ بهجةً وسروراً ، يشعرُ الأطفالُ والصغارُ بعمقِ اللحمةِ ، وعظيمِ المودةِ والرحمةِ ، فهُمْ أُنسٌ وبهجةٌ لنا جميعاً للكبارِ والصغارِ ، أيها المسلمونَ : الإحسانُ فِي الإسلامِ قَدْ شَمَلَ الوالدينِ وكبارَ السنِّ جميعاً ، فالرجلُ المُسِنُّ والشيخُ الكبيرُ والمرأةُ العجوزُ أناسٌ صاغَتْهُمُ التجاربُ وعركتْهُمُ الحياةُ وصقلتهُمُ معاناةُ الدهرِ ومكابدةُ الأيامِ ، فصاروا ينطقونَ بالحكمةِ ويتكلمونَ بالموعظةِ ، فاستفدْ منهُمْ.
ولقدْ حثَّ الاسلامُ على رعايةِ المسنينَ واحترامِهِم ، فإذا رأيتَ شيخاً كبيراً أو رجلاً مسنّاً ، فاحملْ إليهِ رسالةَ المجتمعِ المتراحمِ ، إجعلْ لهُ في قلبِكَ من المودةِ وفي تصرفِكَ من التقديرِ ، ما يجعلُهُ يحمدُ اللهَ ويشعرُ أنهُ في رعايةِ خيرٍ تحمِلُهُ وتسدُّ ضعفَهُ وترتُقُ شيبتَهُ إفسحْ لهُ الطريقَ وافسحْ لهُ المجلسَ ، قُمْ من مكانِكَ ليجلسَ فيهِ ويستريحَ ، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أنه قَالَ: جَاءَ شَيْخٌ يُرِيدُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم فَأَبْطَأَ الْقَوْمُ عَنْهُ أَنْ يُوَسِّعُوا لَهُ ، فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم ( لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا )إذا رأيتَهُ مهموماً مغموماً فاجلسْ إليهِ وحادِثْهُ ولاطِفْهُ حتَّى يزولَ ما بِهِ من غَمٍّ ، إذا رأيتَهُ وحيداً يستشعرُ الوحشةَ فاطردْ عنهُ أشباحَهاَ بالزيارةِ والتفقُّدِ وقضاءِ الحاجةِ والإحسانِ ولو بكلمةٍ طيِّبةٍ وابتسامةٍ مشفقةٍ مورقةٍ ، رحمتُكَ أيها المسلمُ بهؤلاءِ المسنينَ إنَّما هي شكرٌ لِماَ أنعمَ اللهُ عليكَ من شبابٍ وفتوةٍ ، وادخارٌ واستذخارٌ ، لرحمةٍ تحتاجُهاَ في مُقبلِ أيامِكَ ، فكما تدينُ تُدانُ
أيُّها الشبابُ : وعدَ رسُولُ اللَّهِ صلى اللهُ عليه وسلمَ الشابَّ الذِي يُكرمُ المسنينَ ، بأنَّ اللهَ تعالَى سيسخِّرُ لَهُ مَنْ يكرِمُهُ فِي كبرِهِ قَالَ صلى الله عليه وسلم ( مَا أَكْرَمَ شَابٌّ شَيْخاً لِسِنِّهِ إِلاَّ قَيَّضَ اللَّهُ لَهُ مَنْ يُكْرِمُهُ عِنْدَ سِنِّهِ )وكانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُكْرِمُ كبارَ السنِّ ويَعرفُ قدرَهُمْ ، وقدْ بشَّرَ صلى الله عليه وسلم مَنْ يوقِّرُ الكبيرَ بمرافقتِهِ فِي الجنةِ ، فعَنْ أَنَسِ بنِ مالكٍ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللهُ عليه وسلمَ ( يَا أَنَسُ وَقِّرِ الْكَبِيرَ وَارْحَمِ الصَّغِيرَ تُرَافِقُنِي فِي الْجَنَّةِ )اللهمَّ أعنَّا علَى برِّ الوالدينِ والإحسانِ إليهِم، واجعلْنَا ممنْ يوقرُ كبارَ السنِّ ويقومُ علَى رعايتِهِمْ وخدمتِهِمْ بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ، وأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي ولكُمْ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحيمُ.
تطبيق أية
هو واحد من أفضل التطبيقات لقراءة القرآن الذي يمكن أن تجده على الاطلاق للأندرويد .مع هذا التطبيق ،يمكنك قراءة القرآن الكريم والبحث في أياته ،و الوصول إلى أي أية من أيات القرءان الكريم بسهولة وأفضل جزء منAyah هو واجهته البسيطة .بفضل تصميمه البسيط ،يمكنك قراءة القرآن دون أي إلهاء ،تماما كما تفعل مع النسخة الفعلية التطبيق من هنـــــــــــا.