فى كلام نيوز فغض الطرف إنك من نمير شرح
القصيدة الدامغة
تبادل جرير والفرزدق الهجاء أكثر من أربعين سنة ، وكان كثير من الشعراء ينزلقون في هذه المناظرة مؤيدا شاعرا على الآخر، وهذا ما حدث للراعي النميري حيث انحاز إلى الفرزدق على حساب جرير حيث قال :
يا صاحبي دنا المسير فسيرا**، غلب الفرزدق في الهجاء جريرا
فاستكفه جرير فأبى أن يكف، فلم يمهله جرير كثيرا بل أعد له في اليوم التالي قصيدة تتكون من97 بيتا من الشعر، فأتى سوق المربد بعد أن احتل الناس مراكزهم وأسرج ناقته عند مجلس الفرزدق والراعي النميري وألقى قصيدته,وأطلق عليها الدامغة.
الشرح
قصيدة قاتلة هجا بها جرير الراعي النميري، وقيل إن الراعي كمد بسببها ومات، وقد سماها جرير لما انتهى من نظمها (الدامغة)، وقال ابن رشيق إن العرب كانت تسميها (الفاضحة). وقال أبو عبيدة في الكتاب المنسوب إليه (شرح النقائض) إن جريرًا كان يسميها (الدماّغة)، وكان كذلك يسميها (الدهقانة).
لان جرير دمغ بها الراعي النميري أي أصاب دماغه ويقال إنه مات كمدا من هجاء جرير
وكلها ألقاب ارتبطت بالقصيدة البائية المشهورة. وكان جرير أيضاً يسمي قافيتها (المنصورة) وبهذه القصيدة أخمد جرير جمرة قبيلة بني نمير خاصة البيت:
فَغُضَّ الطَرفَ إِنَّكَ مِن نُمَيرٍ
فلا كَعبـًا بلغتَ ولا كِلابا
الذي صنفه عدد كبير من النقاد والمتذوقين أنه أهجى بيت. وكتب الأدب والأخبار تقول إن الراعي لما سمع قصيدة جرير (الدامغة) كمد ومات، لما لقيه من الخزي والعار بسببها، وما جره على قبيلته من خزي بسبب إغضابه لجرير
غاية القول
ولما انتهى جرير من كتابة هذه القصيدة أطفأ مصباحه ونام لأنه رأى انه بلغ حاجته وشفى غيظه من بني نمير ويقول الراعي النميري خرجنا من البصرة فما وردنا ماء من مياه العرب إلا وسمعنا البيت قد سبقنا إليه حتى أتينا حاضر بني نمير فخرجت النساء والصبيان يقولون: قبحكم الله وقبح ما جئتمونا به ومنذ ذلك الحين سميت بالدامغة حتى أخذ بنو نمير يغيرون قبيلتهم وينتسبون إلى قبائل أخرى