فى كلام نيوز شرح نص الاشواق التائهه
،نزوع النفس إلى الشيء . و الشوق حركة الهوى ،
و هو في كتاب العشق توق تحركه حرقة البعد
و هيجان القلب عند تذكر الأحبة و الشوق عذاب
و ضنى ما لم تعرف النفس ما اليه تنزع و به تعلق
، فتذهب في البحث كل مذهب قلقةً و نفورا
، ما إن تطأ دربا حتى تغلّق دونها المسالك و تنسد أمام ناظريها الأفاق فتولي
كسيرة تراودها الرحلة و يلح عليها عنيف الاضطراب و القلق حتى تنكشف لها الحقيقة
.و الشوق في العنوان أشواقٌ فيشتد النزوع و ينفك المشتاق عن وضعه و زمانه
، حركة في اتجاه المأمول تبحر في مجاهل الزمن السحيق بحثا عن الصورة الضائعة.
و هي أشواق تائهة لا تهتدي برسم و لا تعرف إل
لقد أفاد الشاعر من كل الإمكانات الحركية
في العربية لبناء القافية (ضمة ، فتحة ، كسرة) فالقصيدة من هذا الوجه لا يقر لها قرار و لا تلتزم نمطا موحدا في بناء أواخرها ، يباشر فيها الشاعر
ضربا من الخروج عن الطرق العادية في كتابة الشعر، و يدفع بها في مسالك شتى ، إما صورة من صور التيه و البحث الدائب عن المستقرِّ،
و إما شعور بأن الدفق الشعري أكبر من أن يحتويه روي مفرد و أن تحيط به نغمة رتيبة نمطية، و في هذه الحالة يكون التنويع رديف الثراء
و قرينته بحيث جاءت القصيدة قصائد يطابق جمعها بعض ما وعد به عنوانها.
في المقطع الأول يفتتح الشاعر البيت بالنداء
و يغلقه بالاستفهام و هي وحدة مقفلة مشحونة بالتوسلو الاستنجاد،
و قد استدعى الإدلاج و التيه الشروق، و كان الرحيق مناسبا للظمأ،
و غيم الفضاء و لا يشقه إلا البرق إذا أراد السَّاري أن يتبين إلى مسْعاه سبيلا
.و لتحديد المنادى ” صميم الحياة ” في النص عمد الشاعر إلى توظيف علاقات الخلاف
و التقابل بين حقلين دلالين يشمل الأول اللازمة المفتاح “صميم الحياة “
، الأفق في البيت 2 .و يشمل الثاني “الوجود” مجردا(بيت8و17) أ
و مقترنا باسم الإشارة (بيت16) مما يولّد التقابل ،إذ يصبح النداء
على هذا النحو مقابلا للتعيين و الإشارة، و يقوم كل من الاسمين خطا فاصلا بين عالمين متقابلين:
عالمَ ٍيعرفه الشاعر ،
يشير إليه و يعينه . و عالم لا يحيط به و لا يعرفه إلا من صورة نقيضة ، فتراه يجري وراءه ، يتشبّثُ به ، يناديه ، و يلحّ في النداء ،
و لكن لا سبيل إلى دخول مدائنه إلا باللغة و الاختلاف.فالوحدة و الادلاج يؤديان بصفة عادية إلى التّيه ، و الوحدة قرينُ الغرق و الخوف و الغربة ،
تجعل البحث عن الحماية و الأمن شيئا طبيعيا ، فالشروق نور و النور هدايةٌ و ذهاب إلى الظلمة ،
و النور إلى كل ذلك أنسٌ ، فكان لا بد من كل هذا التبديد حال الضياع التي تعصف بالمتكلم (الشاعر).