فى كلام نيوز شرح نص الإعلام والغزو الثقافي
الرأي
تعتبر الثقافة منظومة متكاملة، تضم في اطارها المعارف
والمعلومات المتوارثة او المنقولة التي لها صلة بشؤون حياة الانسان وتفسيراتها ووسائل نشر الابداع والمعارف والمعلومات
الى جانب الابداع الفني والادبي والعقائدي والقيمي وانماط السلوك وعلاقاتها بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية. فالثقافة ترسم تراث الامة المادي والروحي الذي يشكل خصائصها وقيمها
وصورتها الحضارية كما يشكل سلوكها الحياتي وابداعها المتصل والمتطور ومثلها العليا وطموحاتها المستقبلية وما ترسمه لنفسها من اهداف وتطلعات.
جوهر الثقافه
ان الثقافة في جوهرها تعبير عن النشاط الانساني والاعلام
هو اداة للتفسير والتطوير والنشر، فوسائل الاتصال والاعلام هي اداة ناقلة للثقافة من حيث انها تساعد على دعم المواقف الثقافية
والتأثير فيها وحفز الانماط السلوكية وتعزيزها
وطرح مفاهيمها على الجمهور من خلال البث والنشر والشرح المستفيض لما يمكن اعتباره فعلا ثقافيا وعضويا، ولا ينحصر دور وسائل الاعلام
والاتصال في عملية النقل والنشر فحسب،
بل تحقق في تعاضدها مع الثقافة نوعا من التكامل الاجتماعي ويجعلها تلعب دورا اساسيا في بلورة الثقافة وازالة ما لصق بها
من تشوهات حدثت في الماضي هنا وهناك وتضفي عليها طابعا ديمقراطيا.
الاغلبية
من هنا فان الاغلبية المسحوقة من سكان العالم الذين يفقدون تدريجيا كل
ركيزة مادية ومعنوية تسمح لهم بتجديد هويتهم او دورهم في العالم وتحرمهم من اي مرجعية سياسية
او فكرية او روحية وبالنسبة لثلاثة ارباع
سكان العالم يغزو مجتمع المعلومات وثورة الاتصالات ازمة الهوية وانعدام الجدوى والصدقية والقيمية والاستلاب واليأس،
الرسائل الاعلامية
بسبب هذا التدفق الهائل للرسائل الاعلامية والثقافية القادمة من المراكز الرأسمالية بكل قوتها وقدراتها التكنولوجية ليصب في دول العالم الثالث
التي تصبح في الواقع مجرد مستقبلة لهذه الرسائل الاعلامية
والثقافية بكل ما فيها من قيم سلبية ومدمرة تحمل في جميع الحالات اخطار التخريب الثقافي
خصوصيات الثقافه
وبما يهدد خصوصيات الثقافة لهذه المجتمعات
ومن ضمنها الدول العربية ومحاولة طمس الهوية والذاكرة التاريخية لأمة الضاد وتحصنها ولو جزئيا من انماط وسلوكيات الحياة الغربية
والاميركية التي اصبحت جوهر العولمة، ان العولمة الاميركية الصهيونية
تسعى جاهدة ودون اي تهاون الى اختراق الامة العربية مستخدمة كل الوسائل التكتيكية من اعلامية وثقافية وسياسية وتربوية واقتصادية.