فى كلام نيوز شرح حديث فتنة الرجل في اهله وماله
روى الإمامان البخارى ومسلم
عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِى اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِى اللَّهُ عَنْهُ: أَيُّكُمْ
يَحْفَظُ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَن الفِتْنَةِ؟ قَالَ:
قُلْتُ: أَنَا أَحْفَظُهُ كَمَا قَالَ،
قَالَ: إِنَّكَ عَلَيْهِ لَجَرِىء فكيفَ؟
قَالَ: قُلت: (فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِى أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَجَارِهِ تُكَفِّرُهَا الصَّلاةُ والصيام وَالصَّدَقَةُ
وَالأَمْرُ بِالمَعْرُوفِ وَالنَّهْى عَنْ المُنْكَرِ).
يوضح لنا الحديث الشريف أنَّ الرجلَ مُبتلى وممتحَن
ومختبَر فى أهله وماله ونفسه وولده وجاره، فمن الممكن أن يتحوَّل من حال حسنة إلى حال سيئة بسببهم؟.
لأن الرجل متعلِّقٌ بهم، ومن فرط الحبِّ والتَّعلُّق قد يُفَرِّطُ فى القيام بحقوقهم
وتأديبهم وتعليمهم، وقد يَشْغَلُهُ ذلك عن القيام ببعض الواجبات التى عليه.
وقوله صلى الله عليه وسلم: «فتنة الرجل فى أهله»،
أى: خطأ الرجل فى أهله، قصوره فى أهله، وهنا نستفيد فائدة،
أن الفتنة تُطلق على نتيجة الاختبار سقوطًا، فإذا اختبر الإنسان وسقط قالوا: مفتون، ومنه قوله جل وعلا: (أَلَا فِى الْفِتْنَةِ سَقَطُوا) أى: ولجوا فيها، فالمقصود بقوله: «فِتْنَةُ الرَّجُلِ» أى:
خطأ الرجل، فالرجل مبتلى فى ولده، وفى أهله، وفى ماله، وفى جاره، فهو إما أن ينجح فى هذا الابتلاء، وإما أن يخفِق، وفتنة اختبار الرجل «فِى أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَجَارِهِ» بألا يقوم بحق أهله، أو بما يجب فى المال، أو بما يجب فى الجار،
وأما قوله صلى الله عليه وسلم
«تُكَفِّرُهَا الصَّلَاةُ وَالصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ»،
فهذا نص على أن الصوم كفارة، فـ«تُكَفِّرُهَا» بمعنى تغفرها، لكن حقوق العباد مطلوبة،
فهى إما أن يتحملها عنه الله جل وعلا بسبب صومه،
وبسبب صدقته، وإما أنه يُؤخَذ من حسناته، من حسنات صلاته، ومن حسنات صومه، ومن حسنات صدقته فيعطى لصاحب الحق.