كيف يمكن الجمع بين حديث: لا تقوم الساعة حتى لا يحج البيت ـ وحديث: ليحجن البيت وليعتمرن بعد خروج يأجوج ومأجوج؟.
فالحديثان المشار إليهما صحيحان، وقد جمع الحافظ في الفتح بينهما، فقال: قوله: لا تقوم الساعة حتى لا يحج البيت ـ وصله الحاكم من طريق أحمد بن حنبل عنه، قال البخاري: والأول أكثر، أي لاتفاق من تقدم ذكره على هذا اللفظ وانفراد شعبة بما يخالفهم، وإنما قال ذلك لأن ظاهرهما التعارض، لأن المفهوم من الأول أن البيت يحج بعد أشراط الساعة، ومن الثاني أنه لا يحج بعدها، ولكن يمكن الجمع بين الحديثين، فإنه لا يلزم من حج الناس بعد خروج يأجوج ومأجوج أن لا يمتنع الحج في وقت ما عند قرب ظهور الساعة، ويظهر ـ والله أعلم ـ أن المراد بقوله: ليحجن البيت ـ أي مكان البيت لما سيأتي بعد باب: أن الحبشة إذا خربوه لم يعمر بعد ذلك.