فى كلام نيوز خطبة جمعة مكتوبة مؤثرة جدا عن الموت
الحمد لله المحيي المميت، المبدئ المعيد.
يا أيها الناس: اتقوا الله.
أما بعد: عباد الله، ونحن نسير في دروب الحياة، ونتقلب على هذه الأرض،
كم نحن بحاجة إلى وقفة روحانيةٍ نجدِّدُ فيها الإيمان في القلوب، ونزيل عنها غبار الغفلة والذنوب!.
تعالَوا بنا اليوم نؤمنْ ساعة، تعالوا بنا اليوم نجلس مع أنفسنا جلسة تزكية
ومصارحة، نقلب فيها بعض الصفحات، ونستلهم شيئاً من العظات، لعل الله تعالى أن يجمعنا في غرفات الجنات.
أتحدث إليكم اليوم عن حقيقة عظيمة من حقائق الإيمان، مَن أنكرها كفر، وأصلاه الله سقر، حقيقة عظيمة أوصانا النبي
-صلى الله عليه وسلم- بكثرة ذكرها، ومع هذا فالكثير منا يشمئزون عند ذكرها ولا يحبون الحديث عنها، إنها حقيقة
الموت، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ
وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ) [آل عمران:185].
تذكروا الموت والقبر
الحمد لله الذي هدم بالموت نشيد الأعمار،
وحكم بالفناء على أهل هذه الدار، لا يمتنع منه ممتنع بجدار، ولا يحترس منه محترس بكثرة جموع وأنصار ، حكمة
بالغة من حكيم ذي اقتدار،أحمده سبحانه وأشكره ،وفضله على شاكره مدرار، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك
له ، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى
يوم الدين أما بعد
عباد الله
اتقوا الله تعالى وتأهبوا للموت الذي ما طلب أحدا فأعجزه .
عباد الله :
إنه لجدير بمن الموت مصرعه ومصيره، والتراب مضجعه والدود أنيسه، ومنكر ونكير سائله، وعمله جليسه، والقبر مسكنه ، والقيامة موعده، والجنة أو النار مورده
، أن لا يكون له فكر إلا الموت ولا ذكر إلا له ولا استعداد إلا لأجله، ولا تدبير إلا فيه، وإنه لحقيق به أن يعد نفسه من الموتى ويراها في أصحاب القبور
روي في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ،
والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني ) رواه الترمذي وحسنه وابن ماجة وأحمد( )
عباد الله :
إن في الجنائز عبرة لأهل العقول والأبصار وتنبيها لأهل الأحلام وأولي النهى،
وتذكيرا لأهل الإعراض والغفلة الذين لا تزيدهم مشاهدة الموتى
إلا قساوة وبعدا، لأنهم ظنوا أنهم أبدا إلى جنائز غيرهم ينظرون ولا يحسبون أنهم على الجنائز سيحملون