القيم الاجتماعية في القرآن الكريم

القيم الاجتماعية في القرآن الكريم


القيم الاجتماعية في القرآن الكريم

القيم الاجتماعية في القرآن الكريم

مفهوم القيم

القيم 

مُفردها قيمة، وترتبط لغويّاً بمادة قَوَمَ والتي تمتلك عدّة دلالات منها قيمة الشّيء وثمنه، والثّبات والدّوام، و الاستقامة والاعتدال

 ذكر الله في كتابه العظيم وصايا عظمى وحكما بليغة وآدابا عالية، والغرض منها صون الإنسان عن الخطأ ومن ثم حماية الأسرة والمجتمع من الشرور والأخطار، لقد اعتنى الإسلام بالأسرة اعتناء بالغا فأحاط الأسرة بسياج منيع ومنع الآخرين من التجاوز عليها أو مساسها بسوء، فجاءت سورة النور بجملة من تلك الآداب الاجتماعية التي إذا توفرت في المجتمع عمت الفضيلة وانتشرت. فيجد المهتم بالقضايا الاجتماعية ما للمجتمع من مكانة ودور كبير على الحياة اليومية المتنوعة. ومن هنا نلاحظ حرص القرآن الكريم الشديد على بناء مجتمع قويم، ولفت الأنظار إلى ما قد يكون سببا لمشكلة من جهة، والسعي إلى إيجاد حلول أولية، ومن ثم العلاج للقضايا الاجتماعية.

فلا يخفى على صاحب بصيرة، ومن كان له مسحة عقل أن القرآن الكريم له منهجاً واضحاً وسنن في التربية في سائر ميادين الحياة، وسورة النور إحدى هذه النماذج والتوجيهات التربوية التي تضمّنها كتاب الله تعالى فهذه السورة المباركة اشتملت على أسس في التربية للفرد والمجتمع والأمّة.

ونظراً لأهمية تلك التوجيهات ودورها الفاعل في تهذيب نفوس المجتمع؛ رأينا ضرورة تسليط الضوء على هذه التوجيهات ليكون المسلم على بيّنه من دينه وعلاقته مع خالقه العظيم ورسوله الكريم ومع إخوانه المسلمين.

وقال الرسول محمد صلي الله عليه وسلم

((حديث مرفوع) أنبا أَبُو الْقَاسِمِ عِيسَى، ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ فَيْرُوزٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّكَنِ، ثنا حِبَّانُ، ثنا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحْسَنُكُمْ أَخْلاقًا، وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الثَّرْثَارُونَ الْمُتَشَدِّقُونَ ” قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ عَلِمْنَا الثَّرْثَارُونَ مَا الْمُتَشَدِّقُونَ؟ قَالَ: ” الْمُتَكَبِّرُونَ “.

والأخلاق الفاضلة تكتسب بالرياضة والتعويد والمواظبة ليروض بها المسلم نفسه ويعودها على التخلق بها والمواظبة عليها للفوز برضا الله والجنة، وأهم هذه الأخلاق:

1- الصبر وهو حبس النفس على الطاعات وفعل الخيرات بلا ملل ولا ضجر.

2- الصفح والأعراض عن ما يسمعه المسلم من كلمة ومقابلتها بالحسنى ومقابلة الجفاء والغلظة بالعطف والرحمة واللين

قال تعالى: (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) (سورة فصلت: الآية 35).

3 – الحياء والاحتشام.

4- السخاء بدون تبذير قال تعالى:) فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى ((سورة الليل: الآيات 5 -7)

5 – التصدق.

الإيثار

ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة قال تعالى: (وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (سورة الحشر الآية 9).

الصمت

، قال :(حديث مرفوع) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ “. وقوله تعالى في سورة الأحزاب: (وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ واعتدنا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلا مَّعْرُوفًا)(النور الآية 31-32).

وأن ابرز ما يميز المسلم عن غيره إيمانه العميق بالله ويقينه بأن ما يجري من هذا الكون من حوادث إنما هو بقضاء الله وقدره.



اقرأ ايضا: