فى كلام نيوز شرح حديث الطهور شطر الإيمان
عن أبي مالكٍ الحارث بن عاصمٍ الأشعري رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان،
وسبحان الله والحمد لله تملأان – أو تملأ – ما بين السماء والأرض،
والصلاة نورٌ، والصدقة برهانٌ، والصبر ضياءٌ، والقرآن حجةٌ لك أو عليك، كل الناس يغدو، فبائعٌ نفسه فمعتقها أو موبقها))؛ رواه مسلم.
ترجمة الراوي
الحارث بن عاصم الأشعري صحابي جليل اختلف في اسمه،
والأشعري نسبة إلى قبيلة باليمن يقال لهم: الأشعريون،
والصحيح أنه غير أبي موسى الأشعري المشهور؛ ل
أن ذاك معروف بكنيته، وهذا معروف باسمه، مات بالطاعون في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة ثمان عشرة
منزلة الحديث
♦ قال النووي رحمه الله: هذا الحديث أصل عظيم من أصول الإسلام، قد اشتمل على مهمات من قواعد الإسلام
♦ قال ابن حجر الهيتمي رحمه الله: هذا الحديث أصل عظيم من أصول الإسلام؛
لاشتماله على مهمات من قواعد الدين، بل نصف الدين، باعتبار ما قررناه في شطر الإيمان
، بل على الدين جميعه، باعتبار ما قررناه من الصبر، وفي معتقها وموبقها
غريب الحديث:
الطهور: فعل ما يترتب عليه رفع الحدث.♦ شطر: نصف.♦ الصبر: حبس النفس.
الميزان: الذي توزن به الأعمال يوم القيامة.♦ سبحان الله: تعظيم الله تعالى وتنزيهه عن النقائص.
الصلاة نورٌ: أي تهدي إلى فعل الخير، كما يهدي النور إلى الطريق السليم.♦ برهان: دليل على صدق الإيمان.
شرح الحديث:
((الطهور))
بالفتح للماء وبالضم للفعل وهو المراد هنا، ((شطر الإيمان))؛ أي: نصفه؛ وذلك أن الإيمان تخَلٍّ وتحَلٍّ، أما التخلي فهو التخلي عن الإشراك؛ لأن الشرك بالله نجاسة؛
كما قال تعالى
﴿ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا ﴾
[التوبة: 28]؛ فلهذا كان الطهور شطر الإيمان، وقيل: إن معناه أن الطهور للصلاة شطر الإيمان؛ لأن الصلاة إيمان، ولا تتم إلا بطهور.