نقدم لكم خطبة مكتوبة عن الاجراءات الاحترازية, موضوع خطبة الجمعة غدا, خطبة الجمعة المكتوبة 2021
خطبة عن الاجراءات الاحترازية
بداية الخطبة
بسم الله إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.
أما بعد: فاتقوا الله عباد الله وتوبوا إليه واعتصموا به وتوكلوا عليه {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}
إخوة الإيمان: إن من حكمة الله تعالى في عباده أن يبتليهم بالطواعين والأوبئة العامة في بعض الأزمنة والأمكنة لتكون آية على قوته وقدرته، وعلى نفوذ قضائه وقدره فيمن شاء من عباده، ولتكون تذكرة للناس تذكرهم بضعفهم وعجزهم وفقرهم وحاجتهم إلى ربهم، ولتكون ممحصة مميزة بين أهل التوحيد الخالص الذين لا يفزعون إلا إلى الله في رخائهم وشدتهم وعسرهم ويسرهم وبين أهل الشرك الذين يدعون آلهتهم في الرخاء ويخلصون الدعاء لله في البأساء والضراء، الذين قال فيهم {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ (65) لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ } ، ولتبين حال من هو أغلظُ منهم كفرا وأقسى منهم قلبا وأعمقُ منهم جهلا وأخبث منهم شركاً وهم أولئك الذين لا يلجؤون إلى الله حتى عند نزول الكربات وإنما يعوذون ويلوذون ويستغيثون بآلهتهم من قبورٍ وأضرحةٍ ومشاهدَ، وأئمةٍ لهم قد ماتوا، لا يملكون لأنفسهم ولا لغيرهم ضراً ولا نفعاً.
ومن حكمة هذه الأوبئة أنها قد تكون رجزاً وعذاباً يسلطه الله على أعدائه، عقوبةً معجلة مع ما يدّخره لهم في الآخرة من العذاب العظيم، ومن حكمة هذه الطواعين أنها قد تكون رحمة للمؤمنين وكفارة لذنوبهم ورفعة لدرجاتهم وشهادة لهم عند ربهم. فلله في كل ما يقضي ويقدر الحكمة البالغة علمنا شيئاً من تلك الحكم أم جهلناه.
إخوة الإسلام: مع هذا الوباء المعروف اليوم باسم كورونا نذكر أنفسنا وإياكم ببعض المسائل المهمة وهي كما يلي:
أولا: على المسلم أن يكون عظيم الإيمان بالقضاء والقدر موقناً بأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه وما أصابه لم يكن ليخطئه وأن الآجال محدودة والأنفاس معدودة ولن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها فإن أصيب المسلم بشيئ فلا يقل متحسرا معترضا على القضاء والقدر لو أني قعدت في بيتي ولم أسافر لم يصبني شيء، أو لو أني لم أخالط فلاناً لم ينتقل إلي هذا المرض، وهذا في الحقيقة جهل من قائله ووقوع فيما نهى الله عنه في قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }
ثانياً على المسلم أن يعلم أن هذه الفيروسات والأوبئة والأمراض لا تتحرك ولا تنتقل ولا تؤذي أحداً إلا بقضاء الله وقدره قال ﷺ (لا عدوى ولا طيرة) أي أن الأمراض لا تعدي بنفسها وإنما تنتقل بقضاء الله وقدره فيصيب بها من يشاء ويصرفها عمن يشاء ولذلك ترى الجماعة في البيت الواحد وهذا مصاب وهذا معافى.
ثالثاً: على المسلم أن يأخذ بأسباب السلامة والوقاية الشرعية والطبية فمن ذلك اجتناب السفر إلى بلد الوباء وكذلك اجتناب المغادرة منه لقوله ﷺ في الطاعون: «الطَّاعُونُ رِجْسٌ أُرْسِلَ عَلَى طَائِفَةٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، أَوْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَإِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ، فَلاَ تَقْدَمُوا عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ، وَأَنْتُمْ بِهَا فَلاَ تَخْرُجُوا، فِرَارًا مِنْهُ» متفق عليه. وقال ﷺ : “لا يُوْرِدُ مُمْرِضٌ على مُصِح” رواه مسلم.
رابعاً: على المواطنين والمقيمين في أي بلد أن يلتزموا بالإجراءات التي تتخذها الدول لمكافحة هذا الوباء وتقليص أضراره لما في التزامهم بها _ما لم تكن معصية_ من الآثار الحميدة والنتائج المرجوة لمصلحة الفرد والمجتمع.
خامساً: على المسلمين جميعا أن يتفهموا الإجراءات التي اتخذتها حكومة خادم الحرمين الشريفين وفقه الله بتعليق الدخول إلى المملكة للعمرة وزيارة المسجد النبوي مؤقتاً حتى يزول العارض، حفاظاً على أرواحهم وحياتهم وصحتهم، وأن يتقبلوها بمشاعر طيبة، وأن يلتزموا بها لما في عدم الالتزام بها من المفاسد الكبيرة والأضرار الوخيمة.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بهدي سيد المرسلين أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله وتوكلوا عليه ومن التوكل عليه الأخذ بالأسباب المشروعة والمباحة للوقاية من الأمراض قبل وقوعها والأخذ بأسباب الشفاء والعافية بعد الإصابة بها.
فمن الأسباب الشرعية المحافظةُ على أذكار الصباح والمساء والذكرِ عند النزول في مكانٍ ما، والأذكار ِالمشروعة عند النوم.
وتناولُ الأطعمة والأشربة التي رغب فيها النبي ﷺ وأخبر أن فيها الشفاء من الأدواء والأمراض، والوقايةِ من السموم وغيرِ ذلك من الفوائد.
ومن الأسباب الطبيّة المحافظةُ على النظافة، وتناول الأدوية المباحة، والكشف المبكر عند الاشتباه. إلى غير ذلك مما تعلن عنه الجهات المختصة.
الدعاء
نسأل الله أن يرفع الوباء عن المسلمين وعمن في رفعه عنهم مصلحة للإسلام وأهله، كما نسأله سبحانه أن يحفظ هذه البلاد بحفظه وأن يكلأها برعايته وسائر بلاد المسلمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين. اللهم آمنا في دورنا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا اللهم وفق إمامنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين إلى ما تحب وترضى وخذ بنواصيهم للبر والتقوى. اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب اللهم عليك بالحوثيين وإيران اللهم اهزمهم وانصرنا عليهم إنك أنت القوي العزيز، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.