فى كلام نيوز خطبة عن الصدق للنابلسي
الخطبة
الحمد لله نحمده، ونستعين به ونسترشده، ونعوذ به من شرور أنفسنـا وسيئات أعمالنا،
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
، إقراراً بربوبيته وإرغامـاً لمن جحد به وكفر.
وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله سيد الخلق والبشر، ما اتصلت عين بنظر، أو سمعت أذن بخبر
. اللهم صلّ وسلم وبارك على سيدنا محمد،
وعلى آله وأصحابه وعلى ذريته، ومن والاه ومن تبعه إلى يوم الدين. اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم
، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، وأرِنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه
، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممــــن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
أيها السادة
بداية ما أحوجنا إلي أن يكون حديثنا عن الصدق والصادقين وخاصة ونحن في حاجة إلى الصدق وأهله في جميع حياتنا وفي كل وقت وحين .
وخاصة ونحن نعيش زمانًا انتشر فيه الكذب بصورة مخزية بين الناس بين الولد وأبيه,
وبين المرأة وابنتها, وبين الزوج وزوجته وفي البيع والشراء ليس هذا فحسب,
بل تطاول الناس بالكذب علي الله وعلي رسوله كما نري ونسمع على مواقع التواصل الاجتماعي
الصّدق
﴿لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ
وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ
وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ
إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾
[سورة البقرة: 177]
جاءت أفعالهم مطابقةً لأقوالهم، قد يسأل سائل ما علاقة هذا الموضوع بالجمعة التي بعد رمضان؟
الصادق يتابع السير إلى الله، الصادق لا يعود بعد رمضان إلى ما كان عليه قبل رمضان، الصادق عنده دافع مستمر، وليس دافعاً نوبياً
، هناك من يملك دافعاً نوبياً يأتيه بين الفينة والفينة، لكن الصادق هو الذي يندفع إلى الله عز وجل
على مدى الشهور والأعوام؛ لأن الله سبحانه وتعالى مقصده :إلهي أنت مقصودي ورضاك مطلوبي.