’’هنا’’ احبب حبيبك هونا شرح || 2021


’’هنا’’ احبب حبيبك هونا شرح || 2021

فى كلام نيوز احبب حبيبك هونا شرح

نتيجة بحث الصور عن احبب حبيبك هونا شرح


قال علي بن أبي طالب – رضي الله عنه -:

“أحبِب حبيبَك هَوْنًا ما؛ عسى أن يكون بغيضَك يَوْمًا ما، وأبغِض بغيضَك هَوْنًا ما؛ عسى أن يكون حبيبك يومًا ما”.

أزعُم أنِّي قد خَبَرْتُ طباعَ البشر، ومشاعرَهم بشيء من العُمق

، وقد يستطيع كلُّ أحد أن يزعم ذلك، ولكن لا أحدَ يستطيع أن يزعُم أنه قد أحاط بها علمًا، فضلاً عن أن يتعامل معها التعامُل الصحيح.

ذلك أنَّ النفسَ البشريَّة شديدةُ العمق، بعيدة الغور

، كلما ظَنَنْتَ أنَّك قد كشفت عن مكنوناتِها، واستخرجت خبأها، انقلبتْ عليك، وأَرَتْك من الطباع والأخلاق،

وأظهرت لك من المشاعر ما يَفْجَؤُك، فيبهتك ويَسوءُك، أو يطربك ويسرُّك.

وقد يتعامل إنسانٌ مع آخر في أمرٍ مَا، وتتشابك علاقاتُهم وأمورهم وأحوالهم؛

بل أموالهم، وهو في كلِّ موقف أو حديث يظن أنه قد ألَمَّ بحال صاحبِه وخُلُقه وصفاته،

وما يَخرج منه، وما يؤثِّر فيه، وما يستعمله من أساليب،

مع طول مُلازمة ومعاشرة، ثم في موقفٍ من المواقف،

أو لفتة من اللفتات، أو حديث،

أو كلمة عابرة، يدرك أنَّه لم يكن يعرف صاحبه

– كما ظن قبلُ – حقَّ المعرفة؛ بل ربَّما لم يكن يعرفه أَلْبَتَّة.

وصدق الشاعر الذي قال:

وَمَا سُمِّيَ الْإِنْسَانُ إِلاَّ لِنَسْيِهِ وَمَا الْقَلْبُ إِلاَّ أَنَّهُ يَتَقَلَّبُ 

وقد ورد في الأثر:

إنَّ النفس أشد تقلبًا من القِدْر، إذا استجمعت غليانًا.

وأشد ما يَجد الإنسان من ذلك من قرابته، فهم يتعايشون معًا الزمنَ الطويل،

ويظُنُّ أحدُهم أنَّ صاحبه لن يَخذلَه، أو يُخرج له مكنونًا من الأخلاق يحذره،

ويظلُّ يُسكِتُ هاجسَ نفسه أنَّ صاحبَه لن يُخرج له هذا الخُلُقَ المحذور،

وهذه الخُلَّة المخوفة، حتى إذا نَسِيَ ذلك، وسكت الهاجس،

خرج الخُلُق المحذور في أفحشِ صُورة وأقبحها،

فيكون ذلك أشدَّ على النفس من حزَّة السكين، أو طعنة السيف.

وَظُلْمُ ذَوِي الْقُرْبَى أَشَدُّ مَضَاضَةً عَلَى النَّفْسِ مِنْ وَقْعِ الْحُسَامِ الْمُهَنَّدِ