نقدم لكم اثر الادراك في عماره الارض, اثر الادراك في عماره الارض 2020, بحث اثر الادراك في عماره الارض, موضوع اثر الادراك في عماره الارض, اثر الادراك في عماره الارض بحث, اثر الادراك في عماره الارض علم النفس, ما هو اثر الادراك في عماره الارض, ما اثر الادراك في عماره الارض على كلام نيوز www.klamnews.com.
بحث عن اثر الادراك في عماره الارض.
اثر الادراك في عماره الارض, اثر الادراك في عماره الارض 2020, بحث اثر الادراك في عماره الارض, موضوع اثر الادراك في عماره الارض, اثر الادراك في عماره الارض بحث, اثر الادراك في عماره الارض علم النفس, ما هو اثر الادراك في عماره الارض, ما اثر الادراك في عماره الارض.
المقدمة.
خلَق الله تعالى الإنسان لعبادته؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]، وحثَّه على العمل الصالح من أجل عمارة هذه الأرض؛ قال تعالى: ﴿ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا ﴾ [هود: 61]، هذه العمارةُ تشمل كلَّ ما فيه نفعٌ وفائدة للفرد والمجتمع؛ فالمسلم كالغيث، أينما حلَّ نفع، ولا يرتكب ما يخالف هذه العمارةَ إلا مَن انتكست فطرتُه، فاستوى عنده العمَار بالخراب، والإصلاح بالإفساد.
مفهوم الادراك.
هو مصطلح يطلق على العملية العقلية التي نعرف بواسطتها العالم الخارجي الذي ندركه وذلك عن طريق المثيرات الحسية المختلفة ولا يقتصر الإدراك على مجرد إدراك الخصائص الطبيعة للأشياء المدركة عقليا ولكن يشمل إدراك المعنى والرموز التي لها دلالة بالنسبة للمثيرات الحسية. أي أنه معرفة مباشرة للأشياء عن طريق الحواس، فعملية تلقي، وتفسير واختيار وتنظيم المعلومات الحسية هي ما ندعوه بالإدراك الحسي أو التحسس في علم النفس وعلوم الاستعراف.
اثر هذا الادراك في عماره الارض.
وكلما زاد الادارك والمعرفة بما خلق الله لنا على الارض زاد الاهتمام بعمارة الارض وبكل شيء حولنا والمحافظة عليه من التهالك والاهمال لخلق بيئة ومجتمع نظيف ذو قيمة ترضي جميع من حولنا من الشعوب وترضي الله سبحانه وتعالى عنا قبل أي شي.
- لقد سبَق المسلمين كثيرٌ مِن الأمم التي أخذت بأسباب هذا السبق؛ حيث تكاتفت وتعاونت، وأخذَتْ أمورها على محمل الجِد، فأعطاها الله تعالى على قدرِ اجتهادها، حتى ولو كان مقصدها الدنيا فقط، وهذا قانونٌ إلهيٌّ لا يتغير ولا يتبدل؛ قال الله تعالى: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ ﴾ [هود: 15]، ولو أننا رجَعْنا بالذاكرة إلى تاريخنا الإسلامي الممتد عبر القرون وقارناه بعهدنا الحالي، لعلِمْنا الفرق الشاسع والبون الواسع بين العهدين، وما نحن فيه الآن من تقصير، والتاريخ ينبئنا أن الحضارةَ الإسلامية علَّمت الدنيا بأَسْرِها في الوقت الذي أطبق فيه الظلامُ على العالم أجمعَ، خاصة أوروبا، فيما يعرف بـ: العصور المظلِمة، لا ينكر أحد ذلك، أو يجهله، مِن هنا أو هنالك.
عمارة الارض والسنة النبوية.
- والذي يتدبَّر السنَّة الشريفة يجد أن النبي صلى الله عليه وسلم حثَّنا على الإعمار والإصلاح في كل وقت وحينٍ؛ فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((ما مِن مسلم يغرِس غرسًا، أو يزرع زرعًا، فيأكل منه طيرٌ أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة))، وروى النسائيُّ وأبو داود والترمذي في السنن: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن أحيا أرضًا ميتة، فهي له))، وروى الإمامُ أحمد في مسنده، والبخاريُّ في الأدب المفرد عن أنسِ بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا قامت الساعةُ وفي يدِ أحدكم فسيلةٌ، فإن استطاع ألا يقومَ حتى يغرِسَها فليفعل))، كذلك اهتم الإسلامُ بالصناعة والحرفة كسبيل مِن سبل الإعمار في الأرض؛ فقال تعالى مخبِرًا عن نبي الله داود عليه السلام: ﴿ وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ ﴾ [الأنبياء: 80]، وقال سبحانه: ﴿ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ ﴾ [الحديد: 25]، وروى البخاريُّ في صحيحه عن المقدام بن معد يكرب – رضي الله عنه – أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما أكل أحدٌ طعامًا قط خيرًا مِن أن يأكل من عمل يده، وإن نبيَّ الله داود كان يأكلُ مِن عمل يده)).
واجبنا نحو أعمار الارض وزيادة الادراك.
- وحتى يكتملَ إعمار الأرض لا بد مِن العمل الدؤوب لتحقيق ذلك، وقد امتلأ القرآن الكريم بالآيات التي توزعت على الكثير من سوره، اقترن فيها الإيمانُ بالعمل الصالح، الذي يكون مردودُه بالإيجاب على الفرد والمجتمع؛ قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا ﴾ [الكهف: 30]، بل إن اللهَ تعالى أمَرنا – على سبيل الوجوب – بهذا العمل؛ قال سبحانه: ﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [التوبة: 105]، وأكَّدت السنَّة الشريفة على ذلك؛ فقد روى البخاري في صحيحه عن الزبير بن العوام – رضي الله عنه -: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لأن يحتطب أحدُكم حزمة على ظهره، خيرٌ له مِن أن يسأل الناسَ، أعطَوْه أو منعوه))، وروى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة – رضي الله عنه -: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: ((كان داود عليه السلام لا يأكلُ إلا مِن عمل يده))، وفي وصيةٍ للقمان عليه السلام يحث ابنه فيها على العمل قائلًا: (يا بني، استغنِ بالكسب الحلال عن الفقرِ؛ فإنه ما افتقَر أحدٌ قط إلا أصابه ثلاثُ خصال؛ رقةٌ في دِينه، وضعف في عقله، وذهاب مروءته، وأعظم مِن هذه الثلاث: استخفافُ الناس به)، وقال عمر بن الخطاب – رضي الله عنه -: (لا يقعد أحدكم عن طلب الرزق ويقول: اللهم ارزُقْني؛ فقد علمتم أن السماءَ لا تُمطِر ذهبًا ولا فضة).
- وقال ابن مسعود – رضي الله عنه -: (إني لأكرَهُ أن أرى الرجلَ فارغًا، لا في أمر دنياه، ولا في أمر آخرته)، والعمل يصلُ إلى مرحلة العبادة إذا ابتُغِيَ به وجهُ الله، ولم يتعطل بسببه فرضٌ مكتوب على المسلم؛ روى الطبراني في الأوسط والبيهقي في السنن وعبدالرزاق في مصنفه عن أبي هريرة – رضي الله عنه -: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان جالسًا مع أصحابه ذات يوم، فنظروا إلى شاب ذي جلَد وقوة وقد بكَّر يسعى، فقالوا: ويحَ هذا؛ لو كان شبابُه وجَلَدُه في سبيل الله تعالى، فقال صلى الله عليه وسلم: ((لا تقولوا هذا؛ فإنه إن كان خرج يسعى على ولده صغارًا فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على أبوينِ شيخين كبيرين فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على نفسه يُعفُّها فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى رياءً ومفاخرة فهو في سبيل الشيطان)).
الخاتمة.
ان الجنسَ البشري – على وجه العموم – مطالَبٌ بإعمار هذه الأرض، والمسلم – على وجه الخصوص – واجبٌ عليه ذلك؛ مِن الناحية الإيمانية، ومن الناحية الإنسانية، فنفعُ المسلم يتعدَّاه إلى غيره من الناس جميعًا، على اختلاف مِلَلِهم ونِحَلِهم، وهو مطالَبٌ بالتعايش مع البشر جميعًا في إطارٍ مِن التعاون الإنساني، والتعارف الذي لا يُخِلُّ بواجباته نحو خالقه سبحانه وتعالى.